الخميس، 4 مايو 2017

مسرحية خرف..حياة تتربص بالموت... السرالسيد

عروض مهرجان المسرح الحر (3)
مقالات ودراسات في مسرح السودان الحر (35)
مسرحية خرف
حياة تتربص بالموت
(تاليف سيد عبد الله صوصل- اخراج ربيع يوسف)
السر السيد
قبل رفع الستار:
مسرحية خرف فى نسختها الثانية التى انتجتها الفرقة الجوالة المسرحية اولا ثم المركز الاقليمى للتدريب وتنمية المجتمع تعد من المسرحيات التجريبية القليلة التى وجدت فرصا كثيرة فى ان تعرض فى اكثر من مناسبة وفى اكثر من مكان فقد عرضت على مسرح الفنون الشعبية وعلى مسرح نادى الكدرو وفى حى الديم وفى حى الفتح ثم اخيرا على مسرح الفنون الشعبية بامدرمان ضمن العروض المتنافسة فى مهرجان المسرح الحر فى مارس الماضى اما فى نسختها الاولى فقد عرضت مرة واحدة وقبل سنوات عندما اخرجها مؤلفها سيد صوصل مع الممثلة سواكن سالمين وكانت على طريقة ما يعرف "بمسرح الشخص الواحد"..المسرحية فى نسختها الثانية- موضوع مقاربتنا هذه - اخرجها ربيع يوسف بعد ان تدخل فى النص واغناه ببعض اشعار عاطف خيرى وامين صديق وحوله من شخصية واحدة الى ثلاثة شخصيات.
فى مقولة العرض المركزية:
يفتح الستار فنلج الى العرض فنرى فضاء للموت تتربص به الحياة تجسده تماثيل ثابتة لثلاث دمى نسائية وثلاثة نساء حقيقيات هن الممثلات هاجر عبدالمجيد وبوسى سعيد ورحاب عبدالرحيم و طستا ومع الاستغاثة "بالحسن والحسين" اولى جمل العرض المفتاحية الملفوظة يبدا الحكى وتنفجر الذاكرة بما يشبه المفرد بصيغة الجمع فحكاية كل واحدة من هولاء النساء اللاتى لا اسماء لهن هى حكاياتهن جميعا وحكاياتهن جميعا هى حكاية كل واحدة منهن ولان حكاياتهن هى مجمل ذكرياتهن عن ما تعرضن له ويتعرضن له من قهر وقمع واستلاب فى العام والخاص من حياتهن يصبح هذا الحكى المتداخل والمتشارك شكلا من اشكال المقاومة ومستوى من مستويات تربص الحياة بالموت فذكرياتهن / ذكريات كل واحدة من هن عن ما تعرضن له/تعرضت له من عنف وقهر طال اجسادهن وارواحهن بسبب الحرب او بسبب الاغتصاب "الزواج المبكر" او بسبب الظلم هى ما يبدد سطوة الموت الذى يحتل ظاهريا فضاء العرض المتجسد من وجهة نظرنا على مستوى الحقيقة فى "اجساد النساء الحقيقيات" اللاتى لا اسماء لهن وعلى مستوى المجاز فى "النساء الدمى"...هذا الموت الذى تتربص به الحياة وتزحزحه عبر الحكى يبدا فى التلاشى تدريجيا بسطوع الجسد الذى يحتله ونعنى هنا الجسد الفرح..الراقص..المنتفض..متعدد التشكيلات والتمظهرات فمن حيل المخرج البديعة وهو يحكى عن قهر النساء حكى عن مقاومتهن باللعب على اكثر من مستوى تعبيرى للغة الملفوظة من العامية الى الفصحى ومن النثر الى الشعر الى الغناء وكذلك باللعب على اكثر من مستوى تعبيرى للجسد على مستوى الحركة وعلى مستوى علاقته بالماء فهذا الجسد الذى يشكل موضوعا للقهر فى هذا العرض هو نفس الجسد الحر الطليق الذى يحتفى بالماء بكل ما تعنيه من شاعرية ودلالات وينغمس فيها علنا.
مسرحية خرف صمم السنوغرافيا الفنان عادل كرمة وساعد فى الاخراج المخرج عوض بعباش.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

عرض ولاية الجزيرة في الرابعة للحر..(ناس الحتة دي ) مناقشة جريئة لازمة التقسيم مقالات ودراسات في مسرح السودان الحر (55) مريم الجارحى في...