الخميس، 4 مايو 2017

ورقة نقدية للجوانب الفنية لعروض مهرجان المسرح الحر(1-3)...عبد الحكيم عامر

ورقة نقدية للجوانب الفنية لعروض مهرجان المسرح الحر(1/3)
مقالات ودراسات في مسرح السودان الحر( 36)
بقلم: عبد الحكيم عامر
مساهمة قُدمت خلال مهرجان المسرح الحر (الدورة الثالثة) والذي اقيم في الفترة من 23-26 مارس 2014م تناولت الجوانب الفنية لعروض مهرجان المسرح الحر.ونشرت هذه المادة16-ابريل2014 بالملف الثقافي للميدان
   المسرح والخصخصة :
قد لا تخفي صورة المسرح الذي يحاول أن يتلمس الممشى والطريق. لكي يلملم أطراف الفُرجة التي إصيبت إثر متغيرات السياسة والإقتصاد والاجتماع والثقافة، السلم والحرب –إذ لازالت ذاكرات المدن السودانية تسعى إلى “النهوض” لتستعيد علاقتها بالمسرح وتنشط فيه، على الرغم من قساوة العيش وشح الدعم، وقلة وغياب أطر التكوين وملابساتها.
فالمسرح في “البيت” على سبيل المثال ما يزال المكان العابر “للموهبة” وهو ليس في مستوى “العمل” أو “التخصص”، على الرغم من أن الناس في أغلب البيوت أكثر ما يشاهدون الدراما التلفزيونية، والدراما الإذاعية، وأكثر الناس يدخلون المسرح حينما تكون العروض المسرحية “مجانية” ولا يخفى على أحد ما يفعله خيار “الخصخصة”.. “بالعيش” و”بالثقافة” وعلى نحو خاص “بالمسرح”.
·         ولأن أكثر من يحاولون المشي في هذا الطريق هم “الهواة” أولئك الذين همُ في حاجة إلى “الأطر المعرفية” التي تعني بالمسرح والتي من وظائفها أن ترعى وتكتشف وتكّون، وتيسّر العروض. وتكون لها القدرة على لمّ الناس، ليكوّنوا “جمهوراً مسرحياً” يفرح حين يرى المسرح ويشاهده يفرح بالفرجة وباللقاء ويفرح بالمعرفة وبالحوار الذي ينشأ في “العلاقة المسرحية” أي علاقة التواصل بين العرض والجمهور أو “المتفرجين” وبعد العرض وهم يمشون في طرق المدينةِ والقريةِ، والحي، وهم يقرأون الصحف والمجلات والوسائط الأخرى حول ما يطرحه المسرح من أسئلة.. وما يثيره من قضايا ومن نقد، فمن حق الناس “التمتعِ بالفنون”.
·         لابد لمسرح هؤلاء “الهواة” وأضيف “مسرح الشباب” حين يطل علينا أن نرى في قسماته “الخشونة” و”الضجيج” و”احتباس الصوت” و”الصراخ”، “الحركة غير المتقنة” “الايماء المفارق” “اشارات الأيدي العفوية”، “العاطفة العالية”، “الموضوعات الحارقة” و”اشتباك العضل مع اللفظ”.
·         لابد لمسرح هؤلاء حين يطل علينا وهو في سعيه إلى “النهوض” أن نرى إلى قسماته، ممكنه واحتمالاته.
1.      حالة الممثل ووضعه وقدراته والحكايا التي تشغله.
2.      السينوغرافيا ودورها في العرض.
3.      المسرح والتواصل مع الجمهور.
4.      وحالة الفرقة المالية وقدراتها الإنتاجية.
5.      وقضية التكوين والدعم…الخ.
·         كل ذلك يبين في المحاولة.
·         كل ذلك يبين وللمسرح ممشاه وطريقه المتقطع والمستمر.. المتعدد الدروب والمسالك.
·         في يوم السبت 22/3/2014 وهو ثاني أيام “مهرجان المسرح الحر” وحين تلج لمسرح الفنون الشعبية –المسرح الصغير والحميم- الذي يجمعك والناس وكانوا هناك ينتظرون.. وبعد ذلك الوقع.. وأنا أقلق للزمن لاحظت الأ حضور لملصقات العروض ولا… غير أنه وبعد برهة قصيرة مما كنت أفكر فيه وإذا بأحد أعضاء الفريق المصري “استديو البروفة” يعلق ملصقاً على الحائط.. وذهبت لا أقراءه -أمست عادة أن يكتب أن العروض ستبدأ في تمام السابعة والنصف.. وهي عادة بلا أي التزامات مع الحاضرين إلى العروض في  الموعد المحدد، أمست هناك نصف ساعة تترك للظنون- وسألت وعرفت أن العرض سيبدأ في تمام الثامنة و…
·         فضاء الحكاية :
- وبما يخالج وينتاب كنت أنتظر العرض الأول “الديمقراطية في المقابر” وهو عرض قادم من مدينة كوستي “ولاية النيل الأبيض”… أو يحملُ عنوان العرض معنى النبوءة؟ أم هو ينتمي إلى حقل التنكيت السياسي والسخرية؟ أم أن له صلة ما “بالحقيقة؟!.
-النص المسرحي حين بدأ العرض وشاهدناه –هو من المسرحيات القصيرة- إذ لا يتجاوز العرض الـ35 دقيقة تقريباً وهي في بنيتها يمكن أن نقول عنها أنها تنتمي إلى بنية المسرحية الوحيدة الصوت “مونودراما” غير أن في العرض صوت يدخل من الخارج “الكواليس” وهذا ما يخالف هذا النوع من العروض وهذا الجنس المسرحي لماذا يا ترى؟
- تنطلق الحكاية في العرض وتدور حول شخص ما يقذفُ به إلى فضاء للموتى إلا أنهم موتى لهم صلة بحياته وهو شاب ووحيد… ولكنه من خلال أداء الممثل يوحي لك أنه رجل في أواسط العمر –وأداء الممثل حائر بين هذا وذاك- لكن الشاب يحمل دمية لامرأة ليحادثها ويراقصها ويقدم لها حكايته من داخل هذا الفضاء.
- فضاء الحكاية يضم أربعة قبور تمثل “الأديب” “السياسي”، “المسرحي” و”الشعب” وهي شخصيات الموتى التي يحكي عنها هذا الشخص وتتصل بحياته، فهو مواطن عادي تتكشف علاقته بالأدب والمسرح والسياسة وبشعبه.
- - وبنية الحكاية ومنطقها الداخلي له مسار خطي يبدأ بالعلاقة مع الصوت الذي يصدر الأوامر من الخارج والذي يمثل صوت “البطش” ويسير ليكشف عن علاقته “بالدمية” التي يحمل (تمثل الحبيبة الغائبة) هذا مستوى أول في مسار الحكاية، ثم تنتقل الحكاية في مستوى ثاني إلى علاقته “بالتناوب” مع شخصية الأديب/المسرحي/السياسي/الشعب وفي زمن للحكاية هو زمن الحكم العسكري.
وزمن الحكي يمر في علاقته بالشخصية المحورية، والشخصيات الأخرى.. بالطفولة وإلى لحظة الحكي في العلاقة بالزمن العسكري الذي يفرض مثل هذا الفضاء الديمقراطي.. بغض النظر عن حيلة الكتابة التي تركب بين الزمنين:
-      زمن المقبرة/الديمقراطية
-      زمن البطش/العسكري
والراوي أو الشخصية المحورية في صلاتها هذه هي (حية/ميتة) لكن الراوي وهو يروي يتعجب، يتساءل ويعاتب…الخ
-      يمكن أن يلاحظ المرء في علاقات السينوغرافيا.
-      فضاء الحكاية/الأزياء (الشخصية/الدمية).
-      في علاقات ألوان القبور بالخلفية…
-      المربع الذي يتأطر بالمربعات وباللونين الأبيض والأسود وبألوان القبور التي تتأطر باللون الأبيض وبألوان الإضاءة التي تؤطرها (البرتقالي/الأبيض/الأزرق/الأحمر).
وفيما إذا كانت هناك علاقة تؤسس لها السنوغرافيا.
-      وهي علاقة رقعة الشطرنج/البيادق.
-      إذ لم يقارب المخرج بين ألوان الشخصية/الدمية والقبور/البيادق.. والزمن المركب باللونين الأبيض والأسود في رقعة الشطرنج.؟! وهي علامات رمزية.
-      الممثل ينهض عليه زمن العرض “الفُرجة” والحكاية والعرض تقومان على أداء شخصيتين… وفاعل ثالث هي “الدمية” إلا أن هناك ممثل واحد يظهر فوق خشبة المسرح طيلة الـ35 دقيقة هي زمن الفُرجة وهو بالتالي يمثل علامة كبرى وأساسية في هذه المشهدية.
-      يمكن القول أن هناك علاقة غير مرنة كافية بين عقل الممثل وجسمه (الحركة/الوضع/الإيماءة/الإشارة….الخ) وبين صوته وملفوظاته.
-      ففي المستوى الأول من مسار الحكاية كان هناك عدم سيطرة من قبّل الممثل على صوته في العلاقة بينه والدمية وبينه والصالة.. في وتيرة الإيقاعية وفي مداه، وفي نبرته وفي وضوحه وتعبيريته.
-      وهناك خلل بين الصوت والحركة والوضع والإيماءة والإشارة من ناحية إيقاعية ومنطقية، ليس هناك سلاسة أو إنسجام وإنسياب مما أحدث (تشويشا في وظيفة العلامة).
-      تقنية الموسيقى (اللاب توب) هناك ضجيج وعدم قدرة على التحكم في مستوى الصوت الذي أحدث تشويشاً أيضا من الناحية الإيقاعية من حيث دخول الصوت وانسحابه ،قوته وضعفه..الخ حدث أيضا في استخدام الإضاءة دخولها واسنحابها،قوة الضوء وضعفه من حيث تقطيعه للحيز (حيز الممثل/حيز القبور/حيز الخلفية).نواصل.
الصورة لجهود المهرجان في اليوم الأول للدورة الثالثة
________

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

عرض ولاية الجزيرة في الرابعة للحر..(ناس الحتة دي ) مناقشة جريئة لازمة التقسيم مقالات ودراسات في مسرح السودان الحر (55) مريم الجارحى في...