الخميس، 4 مايو 2017

دراسة نقدية للجوانب الفنية لعروض مهرجان المسرح الحر(3-3)...عبد الحكيم عامر

دراسة نقدية للجوانب الفنية لعروض مهرجان المسرح الحر( 3_3)
مقالات ودراسات في مسرح السودان الحر ((38)
للأستاذ: عبدالحكيم عامر

اليوم الثالث: الأحد 23 مارس 2014م

العرض الرابع: 1980 وإنت طالع

التأليف/ محمود جمال

الإخراج/ محمد جبرة

فرقة استديو البروفة – مصر

ينطلق العنوان، من الزمن، 1980 وإنت طالع وهو التاريخ الذي يشير إلى “الجيل” الذي ولد داخل هذه الفترة الزمنية، ويظهر ذلك من خلال الصيغة الإخراجية، صيغة “الصورة الحية” التي تضم “جيل الشباب” والتي تبدأ بتقديم الممثلين لجانب من سيرهم الذاتية خاصة “تاريخ الميلاد”.

وهناك زمن “الحكايا” سياسي يمثل السياق الذي تدور وتمور داخله “الحكايا” وهي حكايا تكشف عن السسيو اقتصادي في علاقات “النوع” “رجل/إمرأة” “ولد/بنت” “شاب/شابة” وهذا الزمن السياسي يتحدد في سياق العرض من السادات، وإلى زمن حسني مبارك وإلى الثورة، التي أطلق جذوتها “جيل الشباب”.

قضايا النوع في قلب كل حكاية يقدمها ويضيئها العرض علاقات الأبناء بالآباء، علاقات الأصدقاء، العلاقات الزوجية، علاقات الحب…الخ.
والعرض في ذلك يقوم على جمالية تخرق التقليدية في “الجمالية” الأرسطية” في أسسها التي تقوم عليها. مثل مفهوم الوحدة…التي تقوم على مبدأ أو قانون الوحدات الثلاثة.. وحدة الزمان والمكان والموضوع.
فليس هناك حكاية واحدة تقدمها شخصية رئيسية من البداية وإلى النهاية، فهناك حكايات متعددة تكشف عن علاقات النوع… نقد مركزية، الأب ومفهوم السلطة في الأسرة،الزواج ومشكلات السكن،الهجرة،العمل- نقد مركزية الذكر في العلاقة بين الذكر/ والأنثى أو شاب/فتاة ومركزية الحاكم في علاقة رئيس/شعب، كل ذلك في تماس مع العلاقة بين رجل،إمرأة.أو بين جيل الشباب.
وما يمكن أن يقال عن هذه “الحكايا” هي أنها قصيرة ومؤسلبة…والحوار الذي تقوم عليه قصير/تلغرافي سؤال/جواب في الغالب،وحتى الجمل التقريرية قصيرة جداً وهي إلى حد كبير “تتماس” مع “القصة القصيرة جداً واللقطة السينمائية أو المشهد السينمائي والصيغ الإعلانية، ولا يتجاوز عرض الحكاية الواحدة..الخمسة دقائق تقريباً..ويزيد الزمن في بعضها.
كذلك يخرق العرض مفهوم “الإيهام”،مثلاً في علاقة السقف بالأرضية..تظهر “المسرحة” حيث يظهر العرض أجهزة الإضاءة، ويجعلنا نحس بجماليتها من خلال استخدامها في “التقطيع”..إلى بؤر ضوئية “تدور داخلها الأحداث دون اللجوء إلى الإشارات الزمنية” لفظية كانت أو ضوئية فهي جمالية تقوم على التجاوب بين الإضاءة المركزة والفيضية والضوء/ الظلام في التعامل مع الفضاء وأرضية الخشبة..وفي الحركة والتكوين، اللقطات أو المشاهد القصيرة والسريعة المكثفة، المختزلة، والمؤسلبة.
المشهدية: في مجملها تقوم على مسرحة “الصورة الحية”، والحكايا المأخوذة من “اليوم”.
الممثل عنصر أساسي في السنوغرافيا فهو المشهد وهو جزء من المشهد.
استخدام أقل العناصر في تأثيث الفضاء،استخدام الصناديق،المقاعد الاسطوانية السودان.
الجماعية: أيضا المشهدية تقوم على العمل الجماعي،هناك 12 ممثل/ممثلة يقوم على عاتقهم هذا العرض ليس هناك بطل واحد فالمجموعة التي تقيم الفرجة هي التي يقوم عليها مفهوم البطولة.
الممثل يقوم بأكثر من دور.
الممثل يحرك قطع الديكور.
الممثل يشكل الفضاء ويخلق ويبني الصورة،وكل ذلك ينتمي إلى “المسرحة” أو “المسرحائية”.
هناك حضور،لشعارات الثورة في علاقات العرض،عيش/حرية/عدالة إجتماعية،من خلال الكشف عن الحكايات لنماذج “تكابد” من “أجل المعيش”،وجيل الشباب خلال العرض يؤكد على أن الحياة تستحق أن تعاش،وهناك إرادة للحياة،بالكشف عنها من خلال مسرحتها،والوعي “باليوم” سواء كان هذا “اليوم” هو “المعيش” أو “العصر”.
هذا العرض “متكامل” في الأداء وفي اللغة المسرحية. وفي تأثيث الخشبة بالإستناد إلى الممثل وعمله.
اليوم الرابع: الاثنين 24 مارس 2014م

العرض الأول:

التأليف الإخراج: قذافي أبكر

فرقة الهدف المسرحية

على هذا النحو:

الزمن 25 دقيقة تقريباً

في مأزق الصياغة الفنية

كان ينبغي أن يقدم هذا العرض في اليوم الثالث، ولكن نسبة لإعداد الخشبة لتقديم العرض المصري 1980 تم تأجيل هذا العرض لليوم الرابع.

تناول هذا العرض قضية تمس الشباب وهي تتناول المخدرات..وقد إختار فضاء يمثل فضاء عموميا “تجاري” “كافتريا أو فندق”

ويمكن أن يضعنا ذلك أمام تساؤلات “أخلاقية” و”قانونية” تتصل بالواقع..وفيما إذا كانت هذه الظاهرة فعلاً موجودة و”منتشرة”.

أما إذا كان العمل لا يستند إلى الواقع، وإنما هو من عمل المخيلة..حينها نصبح أمام فرضية تتصل بمأزق العرض.

- لماذا إفترض صاحبالعرض مثل هذا الفضاء..؟

- لقد اختار صاحب العرض صيغة المسرح الصامت 0مايم،بتوميم)..ويمكنني أن أتساءل بصيغة غيرة العارف..هل يعتبر العرض مايم،ام بتوميم.؟؟

- تميز العمل بالتكرار والرتابة.

- ولم تتعدى الأفعال..فعل الحمل/الوضع.الجلوس/النهوض.الدخول/الخروج.القراءة/النظافة…الخ

- وهذه الأفعال تتكرر برتابة طيلة زمن العرض. شراب عصير أو بيبسي.أخذ مخدر من تحت غطاء التربيزة. الخروج..هذا الفعل يتم بين “فتاة” و”شاب”..وبينهما “نادل”. وكل منهما يأتي من جهة ما..

- وفي الأخير يرقصان دلالة على التواصل –إننا دائماً- في لا وعينا وفي متخيلنا وفي التعبير عن علاقة النوع “شاب/فتاة نأخذ طريقا طويلا وملتوياً..للتعبير عن “الجنس” و”الحب” وعادة ما نضعه في سياق الشذوذ..أو في سياق يضع الذكر/ متفوقاً على الأنثى أو يكون الرجل في وضع أقوى..لكنه يتلون وينكسر قبل أن يصل إلى مبتغاه..في التعبير عن نواياه، ثم ينقلب فجأة لنرى صورة الجلاد/ الضحية،هذه صورة تتردد في كثير من العروض..الطريقة الملتوية التي يقدمها العرض هنا تناول المخدرات.

- هل العرض مايم..؟ إذن لماذا الموسيقى طيلة (25) دقيقة..لماذا هذه الصرخة الأخيرة التي يقوم بها النادل..لماذا ذهب الأداء الصامت في العادي ولم يقدمه على طريقة المايم؟!

- هل العرض بنتوميم؟ إذا افترضنا أنه كذلك..يمكن القول ايضاً أن طرائف التعبير..اختزلت إلى “العملياتية” ليس هناك “تعبير” عن الموضوع..الجسد أوله ومنتهاه..وطريقة التعبير تكون في غير العادي ويكون قاموسها الحركي والإيمائي والإشاري مدروساً ويمكن أن يتخذ صاحب العرض أساليب كثيرة في توصيل العمل.. يمكن أن يكون له مقاربة في طرق التعبير الكلاسيكي أو المأخوذة من قاموس الحياة اليومية – أو من الأسلوب التعبيري..أو..أو..أو في سياق للفرجة مغاير.

- الزمن

- الزمن المسرحي لا يحتمل أن يكون الفضاء ميتاً..لا يحتمل أن يكون عمل الممثل محدوداً..لا يحتمل..التكرار غير المقصود والمرتبط بالرؤية..؟! الزمن المسرحي دينامي، يفاجئ، يشوِّق، يكسر التوقعات، يحمل الصراع إلى أقصاه.

- الموسيقى..التي اختارها صاحب العرض، كانت ذات كفاءة وتعبيرية عالية، لكن ما كان يحدث فوق الخشبة أقل من الموسيقى بكثير.. بكثير.

- الأزياء في هذا العرض..لها صلة بالواقعي،لم تقم بأي دور غير ذلك سوى الإظهار والإخفاء..لحظة الرقص..تغيرت إلى اللون الأبيض..ليستعمل المخرج الإضاءة الفسفورية.. لماذا؟ لا أدري..؟

- ليس هناك ملابس خاصة للتمثيل الصامت..حتى يستند المخرج إلى قاموس المايم أو البنتوميم الخاص والمتصل بهذا الفن وبخشبة المسرح؟!

- كان مسرح الكلام حاضراً في هذا العمل، وكانت الطبيعية حاضرة أيضا..

- لا توجد ولا حيلة فنية واحدة،على الرغم من توظيف الـFlasher.

- استمعت إلى الموسيقى..كانت نصاً له حياته الخاصة..لكنها لم تتجاوب مع النص المسرحي..الذي كانت له حياته الخاصة أيضاً “المعلوماتية” وليس التعبيرية أو الجمالية..

العرض الثاني:

الممثلة جيم-20 دقيقة تقريباً

الإعداد والإخراج/يوسف أحمد

جماعة مسرح السودان الواحد

هذا العرض إعداد عن نص ليلة دفن الممثلة جيم للكاتب الأردني جمال أبو حمدان.. وفي الإعداد أتخذ اسم “الممثلة جيم”. وهي “مونودراما” تقدم الحياة الداخلية لهذه الممثلة، وهي في خريف العمر وتقدم حياة زرقاء اليمامة في المسرحية التي عملت عليها الممثلة جيم أثناء حياتها الفنية والمهنية.

وتقديم الحياة الداخلية لشخصية زرقاء اليمامة..كإمتداد لحياتها..وبنية الفعل العميقة تتسم “بالتعاسة”. التعاسة في حياة الممثلة جيم والتعاسة في حياة زرقاء اليمامة ،والتعاسة في حياة سكان قرية اليمامة. وفي بنية الفعل أيضا ما يقوم على تيمة “التحريض” و”الرفض” والدعوة لكسر هذه التعاسة في العلاقة مع الصالة والجمهور.

في الأداء:

يلاحظ:

- أن الحركة لها إيقاع واحد خطي بطئ تسير فيه لا تتغير هذه الخطية إلى مرتين بالإندفاع نحو الجمهور.

- هناك موسيقى مصاحبة لأداء الممثلة هي “أيضاً” تسير في خطية لها إيقاعها الخاص..ونظل نسمعها طيلة زمن العرض.

- هناك خطية في الإلقاء.

- صوت الممثلة ظلت ترافقه إشكالية الأداء الخافت وغير المسموع..يتضح مرات..ولا يتضح مرات ومرات.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

عرض ولاية الجزيرة في الرابعة للحر..(ناس الحتة دي ) مناقشة جريئة لازمة التقسيم مقالات ودراسات في مسرح السودان الحر (55) مريم الجارحى في...