الاثنين، 1 مايو 2017

لسان الدين الخطيب – جريدة السوداني – الملف الثقافي - 31 مارس 2012
مهرجان الخرطوم للمسرح الحر –  الدورة الأولى أسئلة وإجابات
مقدمة :
وحتى يكون القارئ في الصورة تماماً لابد من إعطاء تقديم مختصر عن المهرجان والجهات التي تولت تأسـيسة وذلك حسب النشرة المســماه دليل المهرجان والتي قسمت الى قسـمين الأولى تحت مسمى سجـل المؤسسين وضمت جــماعـة مسرح السودان الواحد ومجموعة الباحثون المسرحية إضافة الى لوجستيات – الملف الثقافي بجريدة الأيام وكذا مركــز الخرطوم لأبحاث المسرح ودراسات الفنون وخامساً نادي التراث والثقافة الوطنية .
والثانية تحت مسمى المشاركون وضمت كل من كلية الفنون والموسيقى جامعــة بحري والإتحـــــاد العام للمهن الدرامية إضافة الى مركز دراسات التقدم وأخيراً مركز الخاتم عدلان للإستنارة والتنمية البشرية، وهو الأمر الذي يبعث للتفاؤل في رؤية مهرجان مختلف نوعياً، فكرياً وكذا من جوانب التحضير المادة والعرض، او قل هذا بالضبط ما إنتابني من إحساس بالعشم والأمل بأن نشــاهد عروض مختلــفة نوعياً من ناحـية الشكــل والمضمون وخصوصاً ان سجــل المؤسسين به مجــموعات ومن مسمياتها تدل على النزعة البحثية والأكاديمة إذا إستثنينا الملف الثقافي لصحيفة الأيام وكذا سجل المشاركين به مجموعات اكاديمــية مثل كلية الدراما بجامعة بحري ومراكز مثل مركزي دراســات التقدم ( مجهول بالنسبة لي ) و الخــاتم عــدلان للإستنارة المعروف بمجهوداته الراقية والراسخة او قل إنه موضع ثقة عندي ولذا كان العشــم كبيراً كما ذكرت سابقاً بأننا موعودون بفرجة متميزة ولكن...
نعم لكن، فقد جاء المخاض – مخـاض كل تلك المجموعات المؤسسة والمشـــاركة كجبل من المسميات الفخــيمة ليلد فأراً وأظنة فأر (ميت) من قـبل وضوعة والإنجــاب مما ولد مجـــموع ضخم من التساؤلات أحاول الإجـــابة عليها هنا وتقديم إستعراض لما قدم في ما يسمى بالمهرجان في دورته الأولى ..
السؤال الأول :
ماهي الضرورة أصلاً لقيام مهرجان مواز لمهرجانات اخرى رسمية تقيمها وزارة الثقافـــة وأخرى اكثر إنتظاماً تقيمها مؤسسات أهلية كمهرجان البقعة الذي إنطلقت دورته الثانية عشر في اليوم (27 مارس ) وكانت إجــابة إدارة المهرجان (مؤسسين ومشاركين) هي كالآتي : رغــبة في تحريك الساكـن وتوسـيع فضاءات العمل المسرحي وإيجاد أطر ومنابر جديدة للنشــاط المسرحي خصوصاً ان فكرة المهرجـان نبعت من عـدد من المهتمـين بشأن المسرح وكـل إعتباراتهم دور المسرح الفاعل كأداة للمعرفة وبث الوعي . او هـكذا اجابت نشرتهم المعنونة بدليل المهرجان وهو حــديث لايمكن لك ان تختلف معه من حيث التنظير ولكن المدهش وعلى المستوى العملي او قل على أقل تقدير في دورته الأولى لم يلامس هذا التنظير ولا بأي زواية من زوايا الفكرة المعلن مما يؤكد جدية التساؤل الأول(لماذا المهرجان أصلاً؟؟؟) والمحاولة بالإجابة علية من داخل حركة سير ما يسمى بالمهرجان بل ومن خارجة وهنا أقــصد ما يدور في الوسط المسرحي عــموماً ويبدو ان الحركة المسرحية قد اصابها نفس داء السياسة بالتشرزم والخروج عن الأطر بتكوينات جديدة ســــــــواء ان كان لذلك ضرورة ام لا. وهو المعلن الآن حول العروض المشاركة التي رسبت في إختبارات المشاركة في مهرجانات اخرى حسب قوانين تلك المهرجانات وأظن ان الجميع يوافقونني الرأي ان مثل هذه الأسباب ليست كافية لإنشاء مهرجانات وفعاليات موازية وبالضرورة انا هنا لست ضد قيام فعاليات ومهرجانات جديدة بل بالعكس تماماً فهي تتيح لتطور الفنون الدرامية من خلال تعدد الأوعية ومنافذ العرض ولكن لا شكل المهرجان والتحضير له خصوصاً ان الجهات المؤسسة والمشاركة يمكن ان تعتز بهذا المستوى ولا العروض المقدمة والتي سوف أعرض لها في نهاية هذه الكتابة إختصاراً(أعني ليس نقداً تشريحياً) حتى أضع القارئي معي حول مسببات الكتابة اصلاَ.
يتبع السؤال الثاني:
هل لا يعي المنظمون للمهرجان الشروط الفنية للمهرجانات؟؟ وهو التساؤل الذي نشأ من شكل العروض المختلفة والمتباينة في كل شئ بداية من زمن العرض والتي تباينت في هذه الدورة من عروض تجاوزت الساعة والنصف الى عروض لم تتجاوز العشرون دقيقة وكذا انواع العروض التي تباينت بين شتى ضروب الدراما وكذا مسرحيات جماعية وأخرى فردية وهو الأمر الذي يضع مسألة التحكيم امر صعب إن لم نقل في عداد المستحيل وكذا امور أخرى مثل الفئات المشاركة لو قلنا انه مهرجان مقصود به الشباب من قبيلة المسرحيين مثلاً ولذا إقتصرت شروط المهرجان في دليلة الخاص المطبوع على الشروط الإدارية تحت بند شروط المهرجان وهي قطعاً ضرورية ولكنها تقع في اسفل سلم الإهتمامات وقطعاً اولها الشروط الفنية والتي تنشأ من فلسفة وخط المهرجان المعد سلفاً والمعتمد على أهداف المهرجان وفق رؤية الجهات المؤسسة والمشاركة وهل فات كل ذلك على كل المؤسسات والمراكز والمجموعات المشاركة وخصوصاً من بينها مركز مثل مركز الخاتم عدلان للإستنارة بكل قامتة المحترمة عندنا؟؟ وكذا الإتحاد العام للمهن الدرامية؟؟ وكلية الفنون والموسيقى والدراما بجامعة بحري؟؟ والتخصيص هنا من جمله الراعين للمهرجان فقط لحسن الظن بتلك المؤسسات وليس للترصد بإعتبار ان مركز الخاتم عدلان مركز مؤسس فكرياً وفلسفياً وله إحترامة وسط الكثيرين وانا منهم وكذا الإتحاد العام للمهن الدرامية كمؤسسة منوط بها تنظيم وإدارة شئون الدراميين في السودان بل ومعقود عليها آمال كبيرة لرفع قيمة الفنون الدرامية والفنانين الدراميين وانا منهم (هؤلاء الآملون) وكذا كلية الفنون بجامعة بحري كمؤسسة أكاديمة متوقع منها ان تقدم جهداً تأسيسياً ليرسم مستقبل الفنون في السودان ولا سيما الفنون الدرامية والخروج بها من وهدتها وقطعاً ان عدم ذكر الجهات الأخرى ليس إحتقاراً لها او تقليل لشأنها ولكني فقط لا أعلم عنها أكثر مما قدم في هذا المهرجان في دورته الأولى ماعدا ملحق جريدة الأيام الثقافي والذي ارى انه لعب دوراً غير دورة (عكس النشاطات الثقافية وتشريحها نقداً وتحيلاً
.
عروض الدورة الأولى:
اليوم الأول : قدم في اليوم الأول عرضين من ثلاث معلنة.
العرض الأول وهو مسرحية ( الهروب خارج النص ) للمؤلف الشاب مؤيد الأمين ونفذته مجموعة الطليعة المسرحية في التشخيص والتمثيل وكان الإخراج للمؤلف نفسه (مؤيد الأمين) وعلى الرغم من ان الفكرة تم تعاطيها كثيرا إلا ان المؤلف قد نجح تماماً في حبك فكرة تصاعدت بشكل جيد على مستوى النص حتى اوصلت ما رمى له المؤلف ولكن واجهت النص إشكالات تجسيدة وتشخيصة على الخشبة في مرحلة بلوغة حالة العرض إذ غاب التمثيل تماماً من جانب المؤدين وكذا واجهت العرض سمات ضعف العملية الإخراجية والتي وضحت وبشكل جلي في غياب كل الترتيبات الإخراجية المعلومة بدأ من إدارة الممثلين داخل الخشبة وتحريكهم مروراً بالخطوط الموازية للنص المكتوب نهاية بغياب التمثيل نفسة طيلة زمن العرض وهو الأمر الذي يجدد الإفتراض البديهي حول أزمة (المؤلف المخرج) الواحد والتي تجعل من المخرج خصماً على المؤلف او النص بإعتبار أن المخرج لن يستطيع الخروج من سطوة النص او قل ان الكاتب فيه يحاصره كمخرج فيقل العطاء ومن كل ما سبق يظهر ان العمل لم يصل الى مرحلة الإتقان مما يؤكد عقلية الإستسهال في تقديم العرض للجمهور.
العرض الثاني: هو مسرحية (الجلف / الدب) للكاتب الروسي انطوان تشخوف أعدت النص (كتابياً) ميسون موسى وكذا أخرجته وقامت بدور البطوله فيه مع جماعة (ميسو المسرحية ) وإذا بدأنا بالنص المعد كزاية إنتقائيية خاصة للمعدة وهي (بنت) فقد إختارت لفكرتها هزيمتها (كنوع إجتماعي) ولكن بالضرورة هذا شئ يخصها في موقفها الفكري من قضايا المرأة اما ما يخصنا هنا فكان اول مدخل لمحاكمة العرض هو إنتحار تشخوف نفسة على عتبة غياب التمثيل بل وعدم الحفظ وطغيان التلقين كمؤشر حقيقي للإستسهال ولا أريد أن اقول الإستهبال خصوصاً بعد ان علمنا منها وبعد نهاية العرض انها قدمت عرضها هذا من بروفة واحدة ولمن؟؟ لجمهور تكبد المشاق بالحضور من مختلف أحياء العاصمة المثلثة ممنياً نفسه بفرجة طيبة على أقل تقدير ليفاجأ بعمل غير ناضج من كل النواحي وبأعزار كان اولى منه الإعتزار عن المشاركة وهذا ما قلته لها عقب العرض مباشرة بإعتبار ان المسرح هو مهنتها يجب ان تحترمها قبل إحترام الجمهور نفسه.
اليوم الثاني : قدمت ثلاث عروض
العرض الأول : لجماعة مسرح السودان الواحد بعنوان (النسبية والترانستور) أخرجة يوسف أحمد عبد الباقي وقد عاب العرض ضعف التمثيل إلا من شزرات ( ممثله هاوية خريجة إعلام ) لابد من إعطائها حقها.. وكذا عجز المخرج في تحريك وتكسير حركة ممثلية هذا طبعاً إذا أضفنا له عدم متابعة وتوليد التمثيل من مشخصيه وهو دور أساسي للمخرج وهو يعلمه خصوصاً أنه خريج كليه الدراما والتمثيل وله إسهاماته وإجتهاداته .
العرض الثاني : حمل إسم العزله للمؤلف هاشم البدوي وتمثيله (البطوله) مسرح توعية صحية مــــــع مصاحبة دمي وبعض المعاونين لطرح فكرة الوصمة لمريض نقص المناعة المكتسبة (الإيدز) وقد قام بإخراجة بنفسه وعــلى الرغم من ان المادة امر خاص بالمؤلف إلا اني ارى انه لايناســــب عرضه في مهرجانات فــنية ومعروف ان أعــمال (التوعية) لها خاصيات خاصة أي فلنقل انها إستقلال للفنون في مجهودات التوعية أياً كانت (لا علينا) وقد عاب العرض ضعف صوت المؤدي الأساسي مما اوجد صعوبة ايصال الرسالة نفسها .
العرض الثاني : تروس السيل لوليد عبد الله في الإخراج والتأليف ادته مجموعة الباحثون المسرحية ولا شئ يقال غير الضعف العام في كل شئ (فكرة تمثيل وإخراج) وبإختصار في كل شئ .
اليوم الثالث والأخير :
العرض الأول : حمل إسم إبليس قام بالتأليف والإخراج اللأستاذ عبد اللطيف الرشيد وأدته فرقة الوهج المسرحية وللأمانه هو العرض الوحيد الذي جانبة الإستسهال (متعوب عليه ) وبذل فيه مجهود كبير من حيث التجهيزات ديكور ومكــــــياج وتشخيص واضح وحركة رسمت معالم العرض (مخططة) ونص فكرته لا تخلــو مــــن الغــرابه والجمال إلا ان النص المكتوب وبالتالي العرض سقط في فخ الخطابة المباشرة والوعــظ الإرشـادي مما اسقط طــلاوة الفكرة وغرابتها .. ولكن لابد من التأكيد ان العرض كان به مجموعة من الممثلين الجيدين.
العرض الثاني : وهو مؤجل من اليوم الأول حمل إسم (حب في زمن القسوه) كتب على المانفلت الخاص باليوم تاليف حمد عبد السلام وكذا الإخراج ومن أداء مركز مصابيح الدراما وللأمانة لم يكن هناك نص ولا فكرة ولا تمثيل وبالضرورة ولا إخراج فقط عبارة عن (زول) طلع الخشبة ينطط من موضوع لموضوع مطالباً الجمهور للتمثيل معه او إنابة عنة لا أدري ولا أدري ماذا يمكن ان نسمي مثل هذا التهريج وبأي دعاوي وكيف شارك أصلاً وهل وقت المشاهد بهذه القيمة المتدنية من الإحترام .. إنها فقط فكرة الإرهاب بإسم التجريب والمسرح الحر وهكذا تنظيرات وانا أعرف ان للتجريب روادة ولكني لا أشك في براءته من ذلك المسخ الذي شاهدناه بإسم (حب في زمن القسوة) ولا شئ يقال، لا شئ يقال اكثر من هذا وإلا تحولت المساله الى عراك خاص.
العرض الثالث : لجماعة مسرح نجوم القضارف تحت مسمى (العنكبوت) الفه وأخرجة أستاذ ايمن نجم الدين وهو عبارة عن مسرح رجل واحد اداه ممثل مقتدر بكل المقايس انتقل بين الشخوص بسلاسه كبيرة بذل مجهود جبار في طرح قواسم فكرة النص التي انتقلت بين شتى ضروب المشاكل الإجتماعية بملكه عالية في التقليد والمحاكاة والتشخيص فتح بارقة امل لجيل جديد من الممثلين
العرض الرابع : لمجموعة مركز بشيش للفنون بمدينة الأبيض قام بتأليفة وإخراجة معمر القذافي محي الدين تحت مسمى (إفتحوا لنا الأبواب) لمناقشة قضية (قديمة متجددة) الحرية او الخروج من السجن الأبدي بمعينات من ديكور وازياء مجتهد فيها ومجموعات ممثلين وممثلات يرجي منهم ادو تشكيلات مسرحية أعتقد، فقد عابها ضيق وتجهيزات مسرح مركز الخاتم غير المعد لهذه الأغراض (الدراما) فهو مسرح صغير كواليسة من جانب واحد وإضاءته لا تفي ابسط إحتياجات العروض المسرحية (لأنه لم يقم لذلك الغرض) او قل هو مكان للندوات وكذا.
الخاتمة:
بإختصار ودون إعادة لما ذكر قبلاً شاب المهرجان إستعجال و(كلفته) خصمت من فكرة تأسيسة كثيراً جداً ومنها لم تقم أي مشاهدة للعروض قبل إدراجها في قائمة العروض المناسبة للعرض وفق فكر المهرجان ( إن وجد ) ولذا عاب المهرجان على مستوى العروض الإستسهال وغياب التمثيل ( إلا قليلاً ) وبالتالي ضعف الإخراج ولكل ذلك يكون الأنكى هو العقل المضمر لعدم إحترام الجمهور ( المتلقي) وإحتقاره مما يخصم سلباً على الحركة المسرحية جمعاء والأمر الثاني هو هل مؤسساتنا الموقرة (عشمنا) بكل هذا الضعف في تنظيم الفعاليات؟؟ وانا لا أعتقد ذلك ولكن يبدو ان في الأمر خوافي نرجو ان نجد لها إجابات شافية ومقنعة وهي امانه في أعناقهم وأخص هنا (مركز الخاتم عدلان للإستنارة والإتحاد العام للمهن الدرامية وكلية الفنون والموسيقى والدراما جامعة بحري)
ملحوظة: صاحبت العروض جلسات نقدية لم استطع المشاركة فيها او حضورها لظروف العمل (أكل العيش) وكذا تخلفت عن اليوم الختامي الذي أعلنت فيه اللجنة نتائجها وحيثياتها وبالتالي القرارات التي إتخذتها ولذا اقدم إعتزاري عن غياب ذلك الجزء الهام وأتمنى ان ينشر ذلك التقرير خصوصاً ان اللجنة برئاسة قامة فنية من قاماتنا الأستاذ عبد الرحمن الشبلي وأخرون لكل واحد منهم دورة ومقامة والسلا م.....

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

عرض ولاية الجزيرة في الرابعة للحر..(ناس الحتة دي ) مناقشة جريئة لازمة التقسيم مقالات ودراسات في مسرح السودان الحر (55) مريم الجارحى في...