الثلاثاء، 2 مايو 2017

عرض انا والتبعية والكتاب ثنائية الرؤية وثبات الأداء...أبو طالب محمد

عرض أنا والتبيعة والكتاب ثنائية الرؤية وثبات الأداء:-
مقالات ودراسات في مسرح السودان الحر  (19)
إعداد وتقديم/ أبوطالب محمد
 ورقة قدمت في عرض أنا والتبيعة والكتاب  في منبر الجلسات النقدية المصاحبة لمهرجان المسرح الحر الدورة الثانية2013، بمركز شباب السجانة.
عرض أنا والتبيعة والكتاب من تأليف وإجراج الطيب الأمين، تمثيل فرقة عروس النيل الابيض  العرض منودراما لممثل واحد جسد أداءه التمثيلي الشاب منصور فيصل، مشاركة طيبة في المهرجان من ولاية النيل الأبيض مدينة كوستي.
مداخل منهجية:-
أولاً:- العرض المسرحي الحديث ورحلة البحث عن مضمون:-
ثانياً:- العرض المسرحي الحديث ورحلة البحث عن مضمون:-
وفي فترات لاحقة بحث العرض المسرحي عن مضمونه الفكري من خلال فضاءات السنوغرافيا، ومن إشكاليات هذا المصدر في بنية العرض تتمثل في عدم إنسجامه وتوحده علي مستوي الدلالات السيميائية، مما يجعل العرض سابح في فضاء تخم سيميائية لم يستطع صانعو العرض فك شفراتها وتوظيفها بصورة سليمة ومنهجية في صالح الرؤية الإخراجية.
ثالثاً:- العرض المسرحي الحديث ورحلة البحث عن مضمون:-
وللعرض المسرحي مصدر أخر يتمثل في رؤية الأداء التمثيلي وخطابه ورسالته فنياً وفكرياً، لأن المتابع بعين ناقدة لكم العروض المسرحية المقدمة علي خشبات المسارح سواء في المراكز الثقافية أو خشبة المسرح القومي أو مهرجان المسرح الحر أو فعاليات مهرجان البقعة الدولي للمسرح  يجد ظاهرة أداء تمثيلي حاضرة بشكل ملفت للنظر تجعلك تتسائل عن حضور الأداء التمثلي وتجاوزاته للمناهج الأدائية المختلفة، مما قادنا الي تساؤلات تخلص الي رحلة بحث عن مضمون العرض الفكري في خطاب الممثل هل هو خطاب لممثل؟ أم ظاهرة لإستعراض جسد شكلت حضور علي الساحة الأدائية؟ أم خطاب لظاهرة لها خلفيات منهجية؟ أم حضور مزعج ناتج عن عدم منهجية؟، وما الداعي أن نجعله مصدر لعرض مسرحي؟ تساؤلات تطلب وقفة لقراءة راهن الأداء التمثيلي ، لذا إكتفينا بحضوره فقط كمصدر للعرض وما يستصحبه من إشكاليات يعاب عليها مقدموه بعدم غياب المنهج الأدائي الخاص لكل مؤدي وتجد الكثير منهم ليست لديه رؤية واضحة أو خطاب باين في بنية العرض يضاف الي رؤية المخرج الكلية وتجعل العرض ذو رؤية فنية لها أبعاد فكرية تعيد صياغات المصدر في بناء فني متكامل، ورغماً عن إداءهم المخل كمصدر للعرض الحديث تجدهم عبارة عن أرقوزات أوعرائس أو دمي تتحرك وفق إرادة مخرج ما، صال وجال في بحثه عن مضمون العرض في مستويات عددا ولم يتوصل الي توظيف مصدر فكري أي كان نوعه في قراءة رؤيته الإخراجية، وعرض أنا والتبيعة والكتاب نموزج دال علي عرض بحث عن مصدره من زوايا الأداء التمثيلي وجسد في فضاءاته الفنية واقع لشخصية لا تنتمي لأصل ولاهوية محددة حاول الأداء في خطابه أن يعكس أو يناقش حدوث ظاهرة التشرد التي أضحت المدن مرفأ ومأوي لكل من زعزعته الحروب وظاهرة الفقر والجفاف والتصحر داخل وطن فشلت السلطات السياسية المقدرة علي أمره أن تطفئ لهب نيرانه، لدرجة جعلت مؤدي العرض أن ترتبط حياته طيلت فترة العرض بمستوي مكان جسد دلالات سيميائية مشار اليها هنا كانت مقبرة – ممنوع البول – ممنوع رمي الأوساخ – ممنوع الكلام، لذا صار المكان في العرض ومايحمله من قذارة أوساخ مأوي لهذه الشخصية وتقيداتها بتبيعة وكتاب شكلان حاجزاً حرم مؤدي العرض أن يتحرك في فضاءات الخشبة الي مستوي أخر، كأن العرض يشير الي حياة الكثير من الكتاب إرتبطت حياتهم بمستوي أمكنة متقاربة الي أمكنة عرض التبيعة، لذا صارت رؤية الممثل كخطاب داخل بنية العرض مشكلة ثنائية مع ثنائية النص الأدبي ونص المخرج، لم يستطع الممثل أن يجسد طبيعة الأداء الإجتماعي لظاهرة التشرد في رؤية فنية تعكس خطابه ورسالته في قضاء كلي للرؤية الإخراجية، وفي طرح الممثل داخل العرض وإصراره علي تغيير مجري حياته بقطع دلالة التبيعة عاد اليه مرة أخري ربما عودته نتيجة لإنهزامه أوعدم مواجهته لثورة التغيير جعلته يحن للمكان وغير قادر علي توصيل خطابه، وإنفصاله من التبيعة عكس دوره كمؤدي منفذ لرؤية المخرج دون مراعاة لخطاب رسالته، مما جعله مؤدي لم يتخذ قرار واضح يواجه مصير حياته، قدم أداء فني في شكله السيميائي جيد لكنه غير متناسق مع طبيعة الأداء الإجتماعي، لذا صار أداءه عاجز في توصيل خطابه كممثل يضيف الي الرؤية الفنية المتكاملة للعرض، بناءً علي فرضيات الورقة خلص العرض كرسالة فنية الي ثنائية مع مقولات النص الأدبي وطغيا علي خطاب الممثل ورسالته الفنية في توصيل رؤية أدائية ثابتة بكل محمولاته ومضامينها الأدائية، وخلصت الي طريقة أداء تمثيلي عجز في طرح رؤية أدائية إجتماعية لظاهرة التشرد التي جسدت في أعمال فنية حملت لواء ثورات داعية للتغيير في كافة أشكاله.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

عرض ولاية الجزيرة في الرابعة للحر..(ناس الحتة دي ) مناقشة جريئة لازمة التقسيم مقالات ودراسات في مسرح السودان الحر (55) مريم الجارحى في...