الاثنين، 1 مايو 2017

حول ما أثاره لسان الدين الخطيب ردا علي التعقيب السابق ...علي محمد سعيد



حول ما اثاره لسان الدين الخطيب رداً علي التعقيب السابق - جريدة السوداني:
علي محمد سعيد
ساحاول – بدءاً – تقديم ملخص لما سبق ، وهذا لسببين الاول ان يكون القارئ معنا في الصورة وبالتالي يستطيع ان يتابع . والثاني حتي لا ننجرف نحن بعيداً عن أصل الموضوع وننساق الي مزالق الشخصنة والمهاترات و التي حفل بها تعقيب السيد ( لسان الدين الخطيب ) والذي سعي من خلاله الي إثبات ذاته علي حساب موضوع يمثل واحدا من همومنا الاساسية في هذا العالم وهو موضوع المسرح ، ونراه انجرف في الكتابة بلغة تليق بمنابر الطلاب وأراها – انا علي الاقل ، لاتليق او هي غير محببة في وسائل الاعلام مثل الصحف والتي يشتريها المواطن من حر ماله علي هذا فيجب علينا حين نكتب ان نتحلي بروح الموضوعية والمسئولية وهذا ليس حجرا علي ( موهبة ) السيد لسان في الشتم والسب والاستظراف  فيمكنه ان يمارسها ولكن في اماكن تتناسب معها .علي هذا دعنا نتحدث هنا بالحقائق ونحاول ان نخلص منها الي مايفيد .
الموضوع باختصار ان هناك مجموعة من الشباب بادروا وبالاعتماد علي التمويل و الجهد الذاتي وبالتعاون مع بعض المؤسسات واستطاعوا ان يقيموا مهرجانا مسرحياً متكاملاً حيث قدمو عدداً من العروض وأقاموا منبراً نقدياً لتقييم وتقويم التجارب التي ستقدم واختاروا بجانب هذا لجنة للتحكيم من اهل الاختصاص ، والجدير بالذكر هنا ان الية التقويم التي اعتمدتها التجربة ( = الجلسات النقدية ) كانت مفتوحة للجمهور ليدلي كل من يرغب بدلوه بعد ان يتقدم احد النقاد بورقة نقدية عن العرض المعين وللجمهور التعليق والتعقيب ومناقشة العرض والاطروحة النقدية المقدمة حوله . وبهذا فالمساحة رحبة تسع اراء الجميع ويكون حضورا فيها منتجي الاعمال نفسهم ليناقشوا ويستفيدوا من الاراء التي تطرح عليهم وبهذا يكون المهرجان قد حقق هدفا مزدوجاً حيث ان هناك  مسرح يقدم للجمهور وايضاً هناك صقل وتطوير وتقويم لاداء المشاركين في التجربة وسميت هذه التجربة ب ( مهرجان المسرح الحر ) وهو من خلال ماتقدم نلاحظ انه قد حقق اهدافه  ومن زاوية اخري فقد كان مؤشراً حقيقياً لمسرح الهامش ( اعني بهذا المسرح الذي لا ترعاه الدولة ) استطاعت اللجنة ان ترصده بدقة ( بالدرجات المئوية لمستوي ماقدم قياساً الي الممكن والمطلوب ) واقترحت المعالجات التي من شأنها تطوير الاداء في الدورات التالية . والي هنا فكل المؤشرات تقول بنجاح التجربة وان جهد اولئك الشباب اتي اكله واستطاعوا  من خلال هذه التجربة ان يؤسسوا ارضية صلبة تساهم في تطوير الفكرة والممارسة في الدورات القادمة ، وكان السيد ( لسان الدين الحطيب ) احد الحضور المداومين لهذا المهرجان وكانت له اراء – مثله مثل غيره من الجمهور – ولكن اختلافه عن الجميع انه قد تخطي الية التقويم المطروحة والتي صممت اصلا لاستقبال اراء الجمهور ومناقشاتهم  وكتب مقالاً ونشره في هذه الجريدة – وهذا من حقه طبعا ولكننا نعتقد ان هذه الاراء غض النظر عن قيمتها كان يمكن ان تفتح ابوابا للنقاش وكان يمكن ان تكون ذات فائدة  -  جاء تحت عنوان ( اسئلة واجابات حول مهرجان المسرح الحر ) وقد طرح في مقاله هذا سؤالين الاول هو بالنص ( ماهي الضرورة اصلا لقيام مهرجان مواز لمهرجانات اخري رسمية تقيمها وزارة الثقافة واخري اكثر انتظاماً تقيمها مؤسسات اهلية كمهرجان البقعة ) وهو يري في اجابته علي هذا السؤال انه ليست هناك ضرورة اصلاً لقيام مهرجان طالما ان هناك ( مهرجانات ) رسمية و ( مهرجانات ) اهلية  . اما اسؤال الثاني الذي طرحه فهو وبالنص ( هل لايعي المنظمون للمهرجان الشروط الفنية للمهرجانات ؟  ) وهو بهذا يري ان المهرجان  وبالاضافة الي عدم وجود مبرر لقيامه اصلا فهو كذلك لم ينضبط بالشروط الفنية للمهرجانات  . ثم بعد ذلك تناول بالنقد و ( المحاكمة – حسب لفظه هو ) للعروض التي قدمت وساحاول هنا نقل نماذج من ( نقده ) و ( محاكمته ) للعروض ..يقول عن عرض ( الجلف – الدب ) وهذه اوردها اولا لانه يتضح فيها  نيته ( لمحاكمة) العروض حسب تعبيره – ( العرض الثاني هو مسرحية الجلف – الدب للكاتب الروسي انطون تشيخوف . اعدت النص كتابيا  ميسون موسي وكذا اخرجته واذا بدأنا بالنص كزاوية انتقائية خاصة للمعدة وهي ( بنت ) فقد اختارت لفكرتها هزيمتها كنوع اجتماعي ولكن بالضرورة هذا شئ يخصها في موقفها الفكري  من قضايا المرأة اما مايخصنا هنا فكان اول مدخل ل ( محاكمة العرض ) – القوس من عندي – هو انتحار تشيخوف نفسه علي عتبة غياب التمثيل ) ، ويقول عن عرض اخر هو عرض الحب في زمن القسوة  ما نصه  (  للامانة لم يكن هناك نص ولا فكرة ولا تمثيل وبالضرورة ولا اخراج فقط عبارة عن ( زول ) طلع الخشبة ( ينطط ) من موضوع لموضوع مطالبا الجمهور للتمثيل معه او انابة عنه ولا ادري ماذا يمكن ان نسمي مثل هذا التهريج وباي دعاوي وكيف شارك اصلا ؟ انها فقط فكرة الارهاب باسم التجريب والمسرح الحر وهكذا تنظيرات وانا اعرف ان للتجريب رواده ولكني لا اشك في براءته من ذلك المسخ الذي شاهدناه باسم حب في زمن القسوة ولاشئ يقال ، لاشئ يقال اكثر من هذا والا تحولت المسألة الي عراك خاص ) وقال عن عرض تروس السيل ( تروس السيل لوليد عبد الله في الاخراج والتاليف ادته مجموعة الباحثون المسرحية ولا شئ يقال غير الضعف العام في كل شئ ، فكرة  ، تمثيل اخراج  .  ) وعلي هذا فهو قد رأي ان المهرجان في محصلته النهائية هو – او كما عبر بالنص في مقدمته التي اوردها لمقاله : ( جاء المخاض – مخاض كل تلك المجموعات المؤسسة والمشاركة كجبل من المسميات الفخيمة ليلد ( فاراً ) واظنه فأر ( ميت ) من قبل وضوعه والانجاب ) ثم بعد ذلك كال النصائح للجهات التي ساهمت ورعت هذا المهرجان بما معناه ان مثل هذا يكون خصما عليهم خاصة وان فيهم  : ( مركز مثل الخاتم عدلان للاستنارة بكل قامته المحترمة وكذا الاتحاد العام للمهن وكلية الفنون جامعة بحري ) وذكر تلك الجهات بان لها مهام اعظم من هذه  ف : ( مركز الخاتم عدلان مركز مؤسس فكرياً وفلسفياً وله احترامه وسط الكثيرين وكذا الاتحاد العام للمهن الدرامية كمؤسسة منوط بها تنظيم وادارة شئون الدراميين في السودان بل ومعقود عليها امال كبيرة لرفع قيمة الفنون الدرامية والفنانين الدراميين وكذا كلية الفنون بجامعة بحري كمؤسسة اكاديمية متوقع منها ان تقدم جهدا تأسيسيا ليرسم مستقبل الفنون في السودان ولاسيما الفنون الدرامية والخروج بها من وهدتها ....) ونفي معرفته وجهله ببقية المشاركين في هذا المهرجان ( كمركز التقدم لدراسات المسرح ) واستثني ملحق جريدة الايام الثقافي والذي يري هو انه    : ( لعب دورا غير دوره وهو عكس النشاطات الثقافية وتشريحها نقدا وتحليلا . )  واخيرا و في خاتمته اشار الي ان هذا المهرجان لايحترم المتلقي بل يحتقره ويخصم سلبا من الحركة المسرحية وهذا نص ماكتبه   : ( ولكل ذلك يكون الانكي هو العقل المضمر لعدم احترام الجمهور ( المتلقي ) واحتقاره مما يخصم سلبا علي الحركة المسرحية جمعاء ..) . وكان ان عقبت عليه انا في جريدة السوداني  يوم السبت الموافق 21 ابريل 2004 وجاء التعقيب تحت عنوان ( حول قيمة ومنطلقات واهداف تساؤلات لسان الدين الخطيب ) ويبدو انه فشل في( التقاط ) مضمون التعقيب ولهذا جاء تعقيبه في يوم السبت 28 ابريل حاملا لكل اشكالياته في الكتابة ..نفس الاشكاليات  ونفس المنهج ونفس اللغة غير المنضبطة و الجارحة والمتحدية حيث ان كتابته الاولي والثانية يجمع بينهما الانطلاق من موقع التفكير اللا نقدي و هذا الموقع له سلبياته بالضرورة واثاره الضارة علي مستويات مختلفة وهذا ماحاولت ايصاله له في تعقيبي السابق والذي كما هو واضح لم يفهم مدلولاته وغاياته . فالنبدأ من البداية وسأحاول هنا اثبات فرضيتي ان الكتابة تصدر عن تفكير غير نقدي وبالتالي  فهي تدخل في باب ( الاستهلاك ) ولا ينتج عنها اثار ايجابية بل العكس من ذلك تماماً هو الصحيح .
التفكير النقدي – او التفكير الناقد ( critical thinking ) هو مصطلح يرمز الي واحد من مستويات التفكير والتي تهدف الي قرع وتناول ركيزة مشكلة ما للوصول الي الحل المبتغي ولهذه الطريقة مهارات لا تتحقق بدون امتلاكها ومن اهمها تمييز الحقائق والتفريق بين المعلومات المتعلقة بالموضوع وهذا بجانب الملاحظة وصياغة الاسئلة والتمييز بين الافتراضات الصحيحة والخاطئة وهو يرتكز الي معايير اهمها الوضوح والصحة والدقة والاتساع والمنطق وهذا الكلام اذا قايسنا عليه ماكتب السيد لسان الدين الخطيب سيتضح لنا المقصود تماماً فهو قد صاغ تساؤله الاول علي مقدمة خاطئة ولا يتحقق فيها اي مما ذكرت اعلاه حيث ان سؤاله ( ماهي الضرورة اصلا لقيام مهرجان مواز لمهرجانات اخري رسمية تقيمها وزارة الثقافة واخري اكثر انتظاما تقيمها مؤسسات اهلية كمهرجان البقعة ؟ ) هذا التساؤل اولا يفترض في المسرح ( فرض الكفاية ) وهذا لايتوافق مع طبيعة المسرح كفن جماهيري يحمل قيما للانسان اينما كان – فاذا كان ذلك كذلك فيكون هنا التساؤل مفتوحا ( لماذا يقام مهرجان الخرطوم او مهرجان البقعة نفسهما في حين ان هناك مهرجانات اخري اكثر منهما تنظيما واوفر تمويلا مثل مهرجان القاهرة للمسرج التجريبي او غيره من المهرجانات في فرنسا وغيرها ؟ ) وهذا تساؤل كما بينت يتعارض مع جماهيرية المسرح نفسها وهي العنصر الثابت الوحيد بجانب الممثل ومكان العرض اللهم الا اذا كانت كلمة ( جمهور) هذه تنحصر فقط وتنطبق علي سكان مدينة ام درمان وهي التي يقام فيها المهرجانين  الذين ذكرهم – او اللذين يذهبون الي ام درمان ) وما سواهم هم خارج اطار ( الجمهور ) وهذه نقطة اولي  فالتفكير النقدي يتوخي الاستناد علي الاسباب الحسنة التي لا تتعارض مع طبيعة الموضوع نفسه والتفكير النقدي هو تفكير ايجابي يراعي ويدعم الخلق والبناء وتطبيقات المعرفة ( وهي هنا المسرح )  كممارسة وعلي نطاق واسع ولا يسعي للحد منها وحصرها . ايضا فالتفكير النقدي يتمعير ( من معيار ) بالصحة والدقة وهذا ما لايتوفر في السؤال المطروح حيث ان السؤال ارتكز علي ان هناك ( مهرجانات رسمية ) و( مهرجانات اهلية ) وهذا غير صحيح فهناك مهرجان واحد رسمي هو ( مهرجان الخرطوم ) وهو مهرجان غير منتظم ولم يتجاوز عمره الستة دورات . وايضا فهناك ( مهرجان ) واحد اهلي وهو مهرجان البقعة . فالاشارة هنا الي ان هناك ( مجموعة مهرجانات رسمية واخري اهلية ) هو حديث غير صحيح  وعدم الصحة هذا نجده يسم كتابته وهذا سنتناوله في حينه . اما في سؤاله الثاني الذي طرحه وهو ( هل لايعي المنظمون للمهرجان الشروط الفنية للمهرجانات ؟ ) وهنا ايضا نجده يقع في نفس الخطأ الاول وهو الارتكاز علي مقدمة كبري خاطئة وبالتالي فنتيجته –بالضرورة - خاطئة وهذا ما يمكن ان يتضح اكثر باعادة تنظيم سؤاله – وهو سؤال استنكاري وليس استفساري - علي النحو التالي ( هناك شروط فنية محددة للمهرجانات – هذه الشروط لم تتحقق في مهرجان المسرح الحر – اذن المنظمون للمهرجان لا يعلمون تلك الشروط ) فهنا الخطأ موجود في المقدمة الكبري حيث ان المهرجانات ليس لها شروط عامة ينبغي الالتزام بها في اي مكان واي زمان بل  تصمم شروطها علي حسب اهدافها وفلسفتها واهداف هذا المهرجان المعلنة هي ( تحريك الساكن المسرحي ) وفلسفته الواضحة في عنوانه هي ( الحرية ) في اختيار الشكل و المضمون والزمن علي هذا فليست هناك شروط فنية اصلا لان الهدف تحريك الساكن وتنشيط الممارسة واكتساب اراضي ومنابر جديدة للمسرح واكتساب جمهور لهذا الفن بالاضافة الي اتاحت الفرصة للمسرحين للتعبير عن انفسهم وتقديم جهدهم وخيالهم اي كان نوعه ومستواه حتي تتم معرفة اين نقف ودلالة هذا ان هناك لجنة للتحكيم وهناك الية تقويم هي جزء اصيل من المهرجان وهي جلسات النقد التطيقي المصاحبة للعروض .
ونراه يواصل في مقاله بنفس المنهج حيث نراه يصف واحدة من المؤسسات بانها ( مجهولة )  وهذا حديث ايضا عار من الصحة وتنقصه الدقة حتي لو نسب الامر الي نفسه فقط  وهذه النقطة لن اتحدث عنها فقط ساكتفي بان ارسل صورة له هو شخصيا وهوجالس  في واحدة من الفعاليات التي اقامتها ( هذه الجهة المجهولة ) وتحديدا الصورة المرفقة مع هذا المقال  كانت في  ورقة  قدمها الاستاذ جعفر نصر عن الحركة المسرحية في بورسودان وكانت مقامة في مسرح جريدة المشاهد فهذه الصورة تبين واحدا من اثنين اما انه يخفي الحقيقة لسبب في نفسه او هو مصاب ب ( الزهايمر )  واي كان صحيحا من هذين الاحتمالين فهو يقدح في اهليته لتناول قضايا مهمة مثل قضية المسرح وهمومه ، وهناك ايضا تسجيل بالفيديو موجود بحوزتنا ويمكن لنا اتاحته له متي اراد ذلك وهذه نقطة .  وكذلك ومن خلال نفس المنهج  نراه ينكر علي ملف جريدة الايام الثقافي اشتراكه في هذه الفعالية بحجة ان هذه ليست وظيفته ولا مهمته !! هذا الحديث  يؤكد ايضا علي ( لانقدية الكتابة ) فكما اشرت في المقدمة النظرية التي ذكرتها فان من مهارات التفكير النقدي ومطلوباته التمييز بين الافتراضات الصحيحة والخاطئة حيث ان افتراضه هنا خاطئ تماما و يدل علي عدم مواكبته وكذلك ضعف معرفته – بل جهله  بمفهوم الاعلام الجديد فالاعلام الان علي مستوي تنظيراته وممارساته  لا ينحصر بتغطية الخبر بل هو مشارك اصيل في ( صناعة الخبر ) نفسه فهذا التخلف المعرفي وعدم المواكبة تجعل منه ايضا شخصا غير مؤهل للحديث عن مثل هذه القضايا حيث ان من يتصدي يفترض فيه الالمام بالموضوع علي مستوياته المختلفة النظرية والتطبيقية  . وتتضح (لانقدية الكتابة ) عنده وضعف ادواته – اكثر ما تتضح في محاولاته لتناول العروض والتي ذكرت نماذج منها فهي- كما ذكرت سابقا لاترقي لمستوي النقد الفني ولا الي الكتابة الرفيعة  فهو لا يقدم حقائق ولا ينقل معرفة ولا يقدم فوائد ولم تنم حتي عن اي قدرات  للكاتب نفسه او ملاحظات من شأن القارئ او منتجي الاعمال ان يستفيدو منها ، ماكتبه واورده عن العروض التي قدمت هي مجموعة اراء وانطباعات تخصه هو وليست مدعومة بشواهد تؤكدها من العروض نفسها وتنم عن جهل حتي بقاموس النقد ومصطلحاته ومناهجه وطرق عمله وغاياته فالسؤال المطروح هنا (ماهي القيمة المتضمنه في كتابته حول العروض ؟  هل يمكن للمشاركين في الاعمال ان يستفيدو منها ويطوروا دواتهم ؟ هل القارئ يمكن ان يستفيد منها ويكتسب معرفة تساهم في تطوير خبرته في مشاهدة العروض المسرحية ونقدها ؟  اعتقد انها فقط كتابة بلا منهج وبلا ادوات  ولا علاقة لها بما قدم حيث انها تخلو  من التحليل المرتكز علي  اشارات الي العروض لتدعيم ( احكامها ) وهذا يجعل منها كتابة ( لانقدية  ) بإمتياز  وهو في تعقيبه الاخير  حاول ان يتراجع عن ان ما كتبه هو (نقد)  واشار الي انه قد كتبها ليجعل المتلقي في الصورة ولكن هذا الزعم يهزمه حديثه هو نفسه عن ان نيته ( محاكمة ) العروض وهذا اورده في كلامه الذي اوردته اعلاه . وحتي لوتجاوزنا هذا وسلمنا بانه يقصد ( تلخيص ) العروض فهنا ايضا من الصعب جدا تصنيف ماكتبه باعتباره تلخيص فالتلخيص هو مهارة نقدية تستقصد التوصل الي الافكار العامة ، أو الرئيسة والتعبير عنها بإيجاز ووضوح ، وهي عملية تنطوي علي قراءة مابين السطور وتجريد وتنقيح وربط النقاط البارزة ،هي باختصار عملية تعاد فيها صياغة الفكرة ، او الافكار الرئيسية التي تشكل جوهر الموضوع فهل هذا تحقق في النماذج التي اوردتها اعلاه ؟؟ ماكتبه بخصوص العروض لا هو بالنقد الفني ولا هو بالتلخيص وانا لا تسعفني اللغة الفصحي لتسميته علي هذا فانا اصنفه  بانه فقط ( نبز ) للعروض او يمكن ان اسميه وجهة نظر صادرة عن عدم تعمق ودراية ونقص في الخبرة والمخزون المعرفي بالاضافة الي صدورها عن عدم تقدير واحترام وتأدب في حضرة من سال عرقهم ليقدمو شيئا للاخرين ..فأن تصف عرض مسرحي بانه عباره عن ( زول بنطط ) فهذا اولا (موقف لانقدي ) وثانيا فهو  يدل علي ضعف ادوات التلقي وضمور في الفهم والخيال واللغة  حيث ان المسرح او (الالة السيبرنطيقية – بتعبير رولان بارت ) يبث اشارات من خلال اللغة والجسد والصوت هذه الاشارات يمكن – اذا كان المتلقي يتمتع بالمعرفة والخيال ، ان يؤولها ليخلق منها رؤية تخصه وافكار مضافة الي ما قصد الممثل ان يقوله ، المسرح ومن هذا المنحي فضاء مفتوح قابل للتأويلات والقراءات المختلفة التي يمكن ان تحفز و تتلاقح مع معرفة وخيال المتلقي لانتاج افكار جديدة ورؤي مختلفة  ولهذا نلحظ اختلاف انطباع الناس حول عرض واحد . واعلم – عزيزي القارئ – ان ماوصفه السيد الخطيب (عن جهل ) بانه (زول بنطط  مطالبا الجمهور للتمثيل معه او انابة عنه ولا ادري ماذا يمكن ان نسمي مثل هذا التهريج وباي دعاوي وكيف شارك اصلا)  هذا ( الزول البنطط ) هو خريج قسم التمثيل واجتاز كل الامتحانات بنجاح من ( معاينة القبول في قسم التمثيل وحتي مشروع التخرج ) وماحاول تقديمه في مسرحية ( الحب في زمن القسوة ) هي  تجربة تتكئ علي تيار معاصر له منطلقاته ومرتكزاته النظرية الراسخه وله اسلوبه وتقنياته العملية وهو يهدف الي كسر الحائط الرابع وتحقيق مفهوم ( المشاركة ) في المسرح ويسعي لان يجعل من الخشبة والصالة ( خلية واحدة فعالة ) وارتبطت به اسماء عديد من المفكرين والمنظرين المسرحيين امثال ( برتولد بريشت ،وبيتر بروك ،وجروتوفسكي وغيرهم ) والتجربة التي طرحها الممثل حمد عبد السلام في هذه المسرحية قصد من خلالها اشراك الجمهور في صناعة العرض من جانب واشراكه في نقاش القضايا التي طرحها من جانب اخر وكل هذا فهمه و لخصه لنا السيد لسان الدين الخطيب في عبارة ( زول بنطط مطالبا الجمهور التمثيل معه ) ..فماذا نقول في هكذا ( شلاقة ) !! ما الذي يدعوك اصلا للكتابة وانت جاهل بموضوع المسرح – او لاتمتلك المعرفة الكافية به ؟!! ومسالة اخري اذكرها هنا ايضا وهي ان عرض (تروس السيل ) الذي اشار الخطيب الي انه ضعيف في كل شئ هو لم يقدم اصلا وقد حاول السيد لسان الدين الاعتذار عن ما اعتبره ( خطأ ناتج عن الخلط بين العروض ) وهذا الكلام غير مقبول عندي لسببين الاول ان النقد وتناول جهد الناس هو عملية ( جادة ) اكثر جدية من اجراء عملية جراحية لمريض قلب وذلك لانه يتناول مجموعة من الناس  ويتناول افكارهم ورؤيتهم وموقفهم من هذا العالم .يتناول  صوتهم ورسالتهم ومحور حياتهم وربما معني وجودهم نفسه علي هذا فلا مجال هنا للاستسهال ولا مجال للخطأ ولا مجال للاستعجال او ( الاستهبال ) خاصة وانه ليس هناك من  طالبك بهذا اصلا   وليس هناك من ( استعجلك ) والسبب الثاني الذي يجعل هذا التبرير لامعني له هو معرفتنا بان تناول عرض مسرحي بالنقد فهذه العملية تتطلب ( التماهي ) معه واختبار حالاته الشعورية المختلفة والتفكير في اشاراته ومدلولاتها الممكنه والغوص عميقا في فكره لاستكناه موقفه ورسالته وهذا يتطلب الفحص والتركيز وبالتالي فمن الصعب –بل من المستحيل  ان تخلط بينه وبين عرض اخر وانا اعرف ان هناك نقاد ( يحفظون العروض نصاً وحركة ) وهذا طبعا اذا كان من يتناول العرض يفعل ذلك من موقع جدية واهتمام واحترام  اما اذا كان الامر غير ذلك  فهذا استسهال وتعامل  بما لا يليق به ولا بالجهد والعرق الذي بذل فيه وفي هذه الحالة فهذا يجعل منك شخصا لا تحترم الناس وبالتالي لاتحترم نفسك . والكلام في هذا الامر يطول والمساحة لا تحتمل حيث يمكن ان نتناول النماذج التي طرحها كلها ولكن اظن ان (مقدراته النقدية ) قد اتضحت واخيرا ارجو من الاخ لسان الدين الخطيب – طالما هو مهتم بموضوع المسرح – ان يتريث قليلاً  و يحاول تطوير ادواته ويواكب بمعرفته المستجدات حتي لا يتجني علي احد ولا يظلم احد عن جهالة ويتوخي التفكير النقدي بما يتضمنه من ال ( القابليات ) وهي تعني البحث عن صيغ واضحة لمواضيع السؤال ، يبحث ويتكئ علي الاسباب الصحيحة ويستخدم المصادر الهامة ويذكرها ويكون منفتح الذهن علي نحو يجعله يهتم بوجهات النظر الاخري – غير وجهة نظره هو – وهذا مايعرف بالتفكير ( الحواري ) وايضا عليه ان يتجنب اصدار الاحكام وخاصة عندما تكون الادلة والاسباب غير كافية وان يتوخي الصحة والدقة وان يطور حساسيته تجاه مشاعر ومستوي المعرفة ودرجة الحكمة عند الاخرين ويحاول مع هذا كله ان يعرف ويستخدم قدرات التفكير النقدي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

عرض ولاية الجزيرة في الرابعة للحر..(ناس الحتة دي ) مناقشة جريئة لازمة التقسيم مقالات ودراسات في مسرح السودان الحر (55) مريم الجارحى في...