الثلاثاء، 2 مايو 2017

جلسات النقد التطبيقي. .فعل رصين ووجهات نظر مختلفة. ..ابوطالب محمد

مهرجان المسرح الحرفي عيون الصحافة(7)
صحيفة القرار السنت 20-4-2013
جلسات النقد التطبيقي فعل رصين ووجهات نظر مختلفة
أبوطالب محمد عبدالمطلب


تكرمت هيئة المسرح الحر في دورتها الثانية التي إنعقدت في الحادي والعشرون من مارس الماضي بإهداء منبر الجلسات النقدية ، لروح الدكتور عبد العزيز مختار دهب وفاءً وعرفاناً لمجهوداته المقدرة في حركة الفنون المسرحية، وعبد العزيز رجلٌ سمح الخلق طيب المعشر بسيط في تعامله، والحديث عنه ليس سهلاً بالمعنى المعروف للكلمة، من أين تبدأ ومن أين تنتهي، له وزن ومكانة خاصة مثل قائد أو شيخ طريقة أو زعيم قبيلة، له معجبون وحواريون، لأن شخصيته محبوبة وقريبة من قلوب الناس، وهوجرحاً لايقاس وغياباً لايقدر أراهن علي حضوره وإنسجامه في المشهد النقدي سيكون لهما أهمية ستمتد طويلاً في المستقبل ، وستبقى راسخة بصفة خفية لا تمحى مقارنة ببصمات الكثيرين من بين البارزين والحاضرين في السخف الإعلامي والأكثر شعبيةً والذين يظهرون على الصفحة الأولى في النشرات المكتوبة والتلفزيونية، كان أباً وأخاً وناقداً وأستاذاً لرهط الكثيرين، وسوف يكتسي حزننا لفقده ألواناً شتى فيما بقي لنا من أيام. له الرحمة ولنا الصبر.
إنتظمت جلسات النقد التطبيقي بمركز شباب السجانة عند الرابعة مساءً وسط حشد مقدر من المهتمين بقضايا النقد، لحضور أوراق المنبر، التي إهتمت بقراءة أفكار العروض المشاركة، وقدمت في اليوم الأول ورقة بعنوان “أم سترين والبحث عن مخرج” للناقد محمد عوض الحسين، عن عرض “أم سترين في الزمن الشين” للأستاذ عبد اللطيف الرشيد ومن إخراج الأستاذة هويدا عبد الكريم، وتمثيل مجموعة عباب للأداب والفنون، أشارت الورقة إلى مداخل منهجية عن فكرة دراما المسرح مرتكزة على خلود النص المسرحي وإرتباطه برسالة المجتمعات الإنسانية، وسعت الورقة لقراءة العرض وفق راهن الفكرة المختارة… ظاهرة المشردين، ومدى إمكانية قراءتها داخل بنية العرض، وتوصلت إلى أن العرض لامس بشكل كبير فئة مشردو الحرب وتواجدهم في المدن.
وقدمت في اليوم الثاني ورقتان، الأولى للناقد عبدالله عبدالرحيم عن عرض “نتيجة أهمال” الذي قدمته شعبة بيت الثقافة بالحصاحيصا، ومن تأليف الاستاذ عادل عوض وإخراج مهند عبد الله، والورقة بعنوان “نتيجة أهمال في نتيجة أهمال يقتال العرض مرتين” أشارت إلى أن العرض إلتقط شخصية متواجدة بشكل كبير جداً في منطقة الجزيرة، وهي شخصية تكمن في داخلها ممارسات الشجع والطمع والأنانية والنظرة الدونية للمرأة، وخلصت إلى أن العرض على مستوى الأفكار النقدية قدم رؤية متميزة، ولكن على المستوى الفني ضعف العرض في توصيل رؤيته الفكرية، الورقة الثانية بعنوان “ثنائية الرؤية وثبات الأداء” قدمها الناقد ابوطالب محمد في عرض “أنا والتبيعة والكتاب” من تاليف وإخراج الطيب الامين، وتمثيل فرقة عروس النيل ولاية النيل الابيض، مدينة كوستي، وركزت الورقة على الاداء التمثيلي كمحور أساسي للمنودراما في رؤية تؤسس لبناء فكرة بين الشخصية المحورية والتبيعة والكتاب لإكتمال رسالة العرض كمصدر استند على الأداء في توصيل مقولته الإخراجية، وخلصت إلى أن خطاب الاداء التمثيلي في العرض ثابت ومناقض لفكرة الاداء الفني والإجتماعي.
وفي اليوم الثالث قدمت الأستاذة سهير النور ورقة عن عرض “الخطوبة” بعنوان “تجاوزات أساسية في عرض الخطوبة” من تأليف الأستاذ عبد الحكيم عامر وإخراج الأستاذ زروق علي، وإرتكزت الورقة على الجانب الشكلي للعرض حيث تطرقت للصورة المشهدية والاداء التمثيلي والمكياج والأزياء… الخ، دون ربط البناء الشكلي برؤية المضمون، ولكنها أوردت التجاوزات الأساسية التي تخطاها المخرج في إكتمال رؤيته الإخراجية، والورقة الثانية للناقد إيمن مبارك نورالدين بعنوان “أف المصدر وفنتازيا اللعبة” عن عرض “دنيا عاملة أوف سايد” من تأليف الأستاذ يحي عبدالله وإخراج منصور فيصل وتمثيل فرقة نجوم النيل للأداب والفنون ولاية النيل الابيض مدينة كوستي، تناولت الورقة مستويات نقدية متعددة لقراءة رؤية العرض، من خلالها تعرضت الورقة إلى نظريات وفلسفات ونصوص مسرحية عالمية، وسعت لربط المصادر بمضامين العرض الفنية والفكرية، وخلصت بمقولة نقدية لمتن العرض وفقاً لهذه المصادر، والورقة الثالثة جاءت تحت عنوان “قراءة أولية لعرض مسرحية أحلام مشروعة” للمخرجة الشابة ميسون موسى وتمثيل فرقة بيت المسرح، وقد أشارت الورقة إلى أن العرض إستند على المنهج الملحمي في توصيل رسالته الفنية، وذكرت أن العرض لم يعتمد على وحدة الموضوع مما جعله يطرح قضايا متعددة دون الإرتكاز على قضية محددة، مما طغي على رؤية الإخراج.
وفي اليوم الرابع بعد أن تم إيقاف المهرجان ومنع تواصل فعالياته لإسباب واهية وغير مقنعة، إنتقلت جلسات النقد التطبيقي إلى نادي العلمين الثقافي والرياضي، وقد قدمت ورقتان الأولي للأستاذة تقوى ابراهيم بعنوان “الجابرية بين أيديولوجية النص والعرض” عن عرض نسق التتالي من تأليف الأستاذ الشاعر الراحل المقيم محمد الحسن سالم حميد وإعداد مسرحي لمؤيد الأمين وإخراج يوسف أحمد عبد الباقي وتمثيل جماعة مسرح السودان الواحد، حيث أشارت الورقة إلى المصدر الفكري لقصيدة الجابرية وقراءتها لواقع إنقلاب مايو على الديمقراطية بالتركيز على رسالة المخرج وربطها بالواقع السياسي المتأزم الذي تعاني منه السياسات الراهنة، وجاءت الورقة الثانية للمخرج وليد عبدالله بعنوان “عرض الحرية المرة الإنعتاق والإنكفاء” عن عرض “أهور وشنقو” أو “الحرية المرة” من تأليف إيمن نجم الدين ومعز عوض وتمثيل فرقة نجوم القضارف وإخراج أحمد سعد قمش، طافت الورقة في فضاءات واسعة لمضامين السرد المسرحي على مستوي الوطن العربي تحديدأ على بنية التأليف، وتمحور طرح الورقة حول العرض وربطه بمسألة الحرية من خلال قضايا المرأة دون الوصول إلى مقولات نقدية تلخص أفكار العرض.
وأختتم المنبر النقدي فعالياته الرصينة أمام حضور متميز من المهتمين، وجدل مستفيض ووجهات نظر مختلفة، دمتم ودامت حركة النقد تشد سواعدها على إيدي نخبة واعدة من الشباب.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

عرض ولاية الجزيرة في الرابعة للحر..(ناس الحتة دي ) مناقشة جريئة لازمة التقسيم مقالات ودراسات في مسرح السودان الحر (55) مريم الجارحى في...