الخميس، 4 مايو 2017

ورق نقدية: للجوانب الفنية لعروض مهرجان المسرح الحر الدورة الثالثة(2-3) عبد الحكيم عامر6

ورقة نقدية : للجوانب الفنية لعروض مهرجان المسرح الحر الدورة الثالثة
                             (2 _3)
مقالات ودراسات في مسرح السودان الحر  (37)
مساهمة قُدمت خلال مهرجان المسرح الحر والذي اقيم في الفترة 21-26 مارس 2014م تناولت الجوانب الفنية لعروض مهرجان المسرح الحر. والميدان نشرت الحلقة الثانيةهذه بتاريخ23-ابريل-2014
بقلم عبد الحكيم عامر
العرض الثاني:
- وميض في لج العتمة:
- التأليف والإخراج مؤيد الأمين
- الفرقة الطليعة المسرحية/الخرطوم
الحكاية في هذا العرض تدور حول “العسف” في العلاقة بين الشارع والسلطان. والسلطان يمثل له على المستوى البصري بعلامات (متضمنة في الأزياء والأكسسوار والديكور) الصنارة، علامة التعجب، علامة نقدية/الدولار. وهي تشير إلى الأمن/الجيش/الشرطة/الحاكم
والشارع يمثله:الشاعر/المرأة/ماسحو الأحذية/الشباب العاطل عن العمل/ذوي الإحتياجات الخاصة…وتمتد علامة الشارع لتشمل جمهور العرض.. الرجل/المرأة (علاقات النوع) بكل محمولاتها التي يصطرع الشارع حولها.
الحوار في بنيته يقوم وينهض على إيقاع شعر/إيقاع نثر.
ويمكن أن نلاحظ الأسلبة الموجودة في بنية الحوار على سبيل المثال (ويمثل للشعب بلفظ الشارع، واحيانا بأداة النداء ياهي) وكثير من الجمل والعبارات التي تحيل إلى الأسلبة والتجريد في بنية القصيدة العامية السودانية عموماً.
العرض.. في بنيته وتركيبه وبناء علاماته يتأسس على:-
1. النص المكتوب (الكلمة).
2. الممثل.
3. السينوغرافيا.
أهم علامة ميزت العمل (علامة كبري) أو المشهدية هي الخامة (منظر/زي) وهي جوالات السكر البلاستيك والكرتون… في الخلفية وفي الرأس (قناع فيه وجهين من الأمام ومن الخلف).
الرسم/التلوين…رسم مشانق وسلاسل في الخلفية (المنظر) والتلوين بالأزرق/الأحمر/الأخضر.
والعلامات الرمزية والمؤسلبة مأخوذة من أو تشير إلى اللغة/الغابة/الصيد/النقود/ الانسان وهي تشير إلى بنية السلطة في بعدها الفاشي والغاشم.
والخامة في توظيفها في العرض تشير إلى المهمل/الهامشي/الشعبي (Bob Art).
وبنية الشارع تنهض على التحريض/المقاومة/الثورة/في الملفوظات/وفي الحركة/الكيوغرافيا/…الخ.
الممثل عنصر أساسي في المشهد غير أننا نلاحظ في الآتي:-
(1)          الإلقاء.  (2) البانتويم.    (3) الكيوغرافيا.
في هذه المستويات الثلاثة لعمل الممثل نجد إشكالية سواء كانت في الإلقاء (المرأة) على الأقل في المرحلة الأولى من العمل.
-      البانتويم: يفتقد إلى الدقة والحرفية في الأداء.
-      الكيوغرافيا: تقوم على مبدأ التوافق والرقص المؤسلب الركض/الضرب على الأرض.. تتميز بالبساطة إلا أن عمل الممثلين فيه تميز بالاختلال وعدم التوافق وهناك:
1. علامات تعرف بالشخصيات أو الأصوات (الهامش).
2. علامات تعبيرية تشير إلى الفعل المقاوم/التثوير/النضال:الانتصار/السقوط.
3. الحركة: تميزت بالتصلب والافتقار إلى الرشاقة والليونة والاستقرار المفاجئة/التنويع/التوازن/الانسجام.. عدا اللحظة الأخيرة لحظة الضرب على الأرض..وانتصار الشارع على السلطان.
العرض الثالث:
انتحار حب
عرض صامت
التأليف والإخراج مروان عمر
فرقة أجراس المسرحية
في هذا العرض يمكننا الاعتماد في تقطيعه على مفهوم اللوحة واعطاء عنوان لكل لوحة، حتى نتمكن عن الكشف عن بعض القضايا الجمالية والفنية ،التي اعتمد عليها المخرج في تحقيق متخيله على خشبة المسرح ،قد لا يكون هذا الإجراء دقيقاً من حيث انتقال وتتالي هذه اللوحات والتي تتم في العرض عن طريق الضوء والظلام أو المشهد المتتالي. يمكن القول إن هناك حكايتان تنهضان على ثيمه واحدة تكشف عن بنية العمق في هذا العرض وهي ثيمة “العنف” الحكاية الأولى تضم:
الاستهلال والمقدمة
(أ‌)   الممثلون يحاولون خلق إيقاع لينتظموا داخله وهو أشبه بتمرين احماء تقوم به المجموعة ويعتمد على الأرجل والأيدي والصفير.
(ب‌)    المقدمة وهي حول علاقة الإنسان بالطبيعة “غيكولوجية” النبات/الحيوان/الآلة وفعل القطع الذي ينتظم وهي علاقة عنف.
الحكاية الثانية: وهي تعتبر الحكاية الأساسية –حكاية العاشقان اللذان ينسجمان مع الطبيعة وما حولها وفجأة تنقلب حياتهما بدخول الشخص الذي يرتدي عمامة وتتحول الأجواء إلى أجواء شرقية في اسلوب الرقص والطقوسية (الشيخ/الفكي) الذي يمثل رجل الدين ويقوم بالطقس العلاجي (تعذيب) العاشق والعاشقة.
بين البحر والعاشقان علاقة “حب” وبدخول الجنود والرجل الذي يرتدي العمامة تنقلب الأوضاع (السبي والاخضاع).
لوحة العاشقة: لوحة تبرز التعذيب وحالة المعاناة من ركض واستنجاد ومكابدة وتمزق ودوران وتمرغ في الأرض تصل إلى ذروتها بشرب السم والانتحار.
لوحة العاشق: طقسيه تضم الشيخ والعاشق ومساعدو الشيخ يدخلون العاشق وهو مقيداً ،كل ثلاثة جنود يمسكون العاشق من يد “اليمنى واليسرى” ويبدأ طقس الجلد/الفصد/”الكي بالنار” ويصاحب ذلك أجواء ذكر ودعاء ورقص ثم إظلام.
العاشق يبحث عن العاشقة إلى أن يجدها وقد انحرت بتناول السم ويكتشفه هو أيضا ويتناوله وينتحر.
أ‌. اثنان من الممثلين يرتديان لوناً أحمراً يحملان العاشق ويخرجان.
ب‌.  اثنان من الممثلين اللذين يرتديا اللون الأزرق يحملان العاشقة ويخرجان ،يتم ذلك في اتجاهين متضادين.
رجل بدين يمثل سلطة ما يدخل لتأجيج الصراع بين مجموعتين:
(1)مجموعة اللون الأحمر  (2) مجموعة اللون الأزرق. تبدأ حرب بالسيوف يموت فيها الطرفان يدخل كورس مكون من أربعة نساء نائحات “علامات النواح/التساؤل/التلويح/الفقد/الدعاء/العزاء…الخ) في طقس فجائعي.
دخول الرجل البدين الذي يبدأ في تقييد النساء الأربعة بحبل وهمي وينزل بهم إلى الصالة ويبيعهن لرجل يقذف حزمة من النقود يخرج بهن من باب الصالة.
اعتمد العمل في التكوين على الألوان خاصة الأزرق والأحمر والأبيض وتبديل الأزياء، أعتمد أيضا على السمترية في توزيع الممثلين على جغرافيا المسرح، كل ثلاثة ممثلين يمثلون كتلة في قسم من أقسام الخشبة. اعتمد على الدائرة التي في مركزها “شخصية ما” وعلى الخط الأفقي سواء كان في أعلى الخشبة أو في وسط أو في الأسفل وأعتمد على الكيوغرافيا الشرقية وكأن العمل يدور في أجواء أموية أو عباسية خاصة في إبراز حالة السبي وعبودية المرأة وانتهاكها. رافق هذا العمل التعبيري والصامت الموسيقى طوال فترة العرض.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

عرض ولاية الجزيرة في الرابعة للحر..(ناس الحتة دي ) مناقشة جريئة لازمة التقسيم مقالات ودراسات في مسرح السودان الحر (55) مريم الجارحى في...