الاثنين، 1 مايو 2017

اسكيتش اخير:(الطغيان ميثولوجيا السلطان)...الأمير باشري



اسكيتش أخير: ( الطغيان ميثولوجيا السلطان)
الاصمعي باشري
   عامود (لحظة وعي) صحيفة القرار – الملف الثقافي  اليوم 30 مارس 2013
توماس جفرسون الرئيس الثالث فى تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية , قال ذات مرة : ( كل ما يتطلبه الطغيان هو بقاء ذوى الضمير الحى صامتين ) , ربما علينا أن نتساءل ومن هم ذوى الضمير الحى  فى غابة يحكمها قانون الفوضى والتسلط الاعمى , وتتحكم في مصائرها مصفوفة من النوايا السيئة والامزجة الغريبة والاحقاد الشخصية  ..               فما حدث ليلة  الأحد الفائت 24 مارس حيث كانت الامسية الثالثة لمهرجان المسرح الحر فى دورته الثانية  بمسرح مركز شباب السجانة والذى كان من المفترض ان يستمر حتى يوم الثلاثاء بعرض اخير وحفل ختامى تحييه مجموعة ساورا الغنائية ويتم من خلاله توزيع الجوائز للعروض الفائزة وتوزيع الشهادات التقديرية وتكريم بعض الشخصيات التى ساهمت فى اثراء المسرح السودانى طيلة خمسة عقود مضت , واشير هنا الى المهرجان عبارة عن شراكة بين وزارة الشباب والرياضة ( ادارة الشباب) وهيئة المسرح الحر , حيث اتفق الجانبان منذ البداية على رعاية الوزارة للمهرجان مقابلا لتوفير مكان العرض واستاضفة وترحيل الفرق المشاركة من الولايات المختلفة , ولكن للاسف الشديد لم توف الوزارة بما يليها من واجبات ونكصت عهدها وتملصت عن استضافة الفرق الولائية وترحيلها وإعاشتها طيلة ايام المهرجان وأوفت فقط بتوفير مسرح مركز شباب السجانة كمكان للعرض ..                                                   بيد اْن عزيمة الرجال وهمة النساء من اعضاء وعضوات المسرح الحر ورغم فاجعة تملص الوزارة من عهودها لم تفتر عزيمتهم فى استقبال الضيوف ولم تلن قناتهم فى انجاح المهرجان وواصلوا جهدهم ترعاهم محبتهم للمسرح وايمانهم العميق برسالتهم السامية فى تقديم مسرح حر يعكس قضايا الواقع السودانى سياسيا واجتماعيا واقتصاديا , فجاءت العروض كما تابعتها قمة فى الاداء جذبت جمهورا كبيرا رغم شح امكانيات الدعاية والاعلام وقدم عروضا كانت مرآيا حقيقية للقضايا التى تمس حياة المواطن السودانى ومستقبله ..                                                                  ولكن يا للاسف المر وللمرة الثانية وبدون تقديم سبب واحد تدخل احد موظفى الوزارة ويشغل منصب مدير ادارة المراكز بالوزارة بكل صلف وعنجهية ليوقف ايام المهرجان معللا بأن احد أعضاء هيئة المسرح الحر قد نشر تقريرا صحفيا ادان فيه اخفاق الوزارة فى الالتزام بتعداتها تجاه المهرجان , مع العلم بأن هذا التقرير قد نُشر قبل انطلاق فعاليات المهرجان بيوم كامل فلماذا لم يتم منع انطلاقته ؟  لكنها قوة التعصب وشيزوفرينا الاحساس بالفشل , انها قلة الحيلة امام عدم الشعور بالمسئولية , والعدوان الغاشم على أصحاب النجاح , انها فوبيا الخوف من المد الجماهيرى الواعى بدور المسرح فى قيادة الفعل الثقافى الحقيقى بعيدا عن ايادى السلطة ..
ويبقى السؤال الى متى يتواصل مسلسل اقصاء الفنون من المشهد العام ؟ وأىَ قانون يبيح لموظف حكومى التحكم بمصير مهرجان قومى ؟ ولماذا تعتبر الدولة ان الثقافة والفنون اخر اولوياتها فى رعايتها ودعمها ؟ ولما يواجه المسرحيون واهل الشأن الصعوبات فى العثور على دور العرض ؟ واسئلة أخرى تتسلسل نطرحها هنا وننادى كل الحادبين على مصلحة الثقافة والفنون فى بلادى من أجل تأسيس جبهة ثقافية موحدة ضد هذا القبح ومن اجل تغيير يطال الواقع المذرى والحال المائل , فهل من مجيب ؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

عرض ولاية الجزيرة في الرابعة للحر..(ناس الحتة دي ) مناقشة جريئة لازمة التقسيم مقالات ودراسات في مسرح السودان الحر (55) مريم الجارحى في...